بيرام يكذب على وطنه

رغم ما يعانى منه خطاب ايرا و زعيمها بيرام من تضخيم لقضية العبودية،إلا أن بيرام استفاد من حرية الإعلام الموريتاني،فروج لأكاذيبه و تحامله  على  تماسك و عافية المجتمع الموريتاني.
فأقصى ما يمكن القول عن العبودية فى موريتانيا،أنها ظاهرة قديمة،وجدت فى العالم كله،و اليوم فى موريتانيا،قد لا توجد إلا بعض مخلفاتها،و "لحراطين" يتمتعون بكل الفرص المتاحة لغيرهم،من تعليم و صحة و مقاضاة،أما ما يدعيه بعضهم، من نقص تعيينهم و تكليفهم رسميا،فالأمر ليس فى هذا المستوى من الإجحاف، بالمقارنة مع عدد وزرائهم فى الحكومة،و من بينهم وزراء سيادة.
و عموما شريحة "لحراطين" ،باتت على مشارف الغنى و الرقي، باختصار،و قد سمحت هذه الظروف السياسية و القانونية ،التى أتحدث عنها فى موريتانيا،من تمكين بيرام الداه اعبيد، من دخول البرلمان الموريتاني،كما تعمدت حكومة ولد عبد العزيز، دعمه سياسيا،للحصول على التوقيعات، التى مكنته من الترشح لانتخابات 2019،مثلما ترشح لانتخابات 2014 الرئاسية،فأين ملامح "لابرتايد" عندنا؟!.
لكن موريتانيا بعدما قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني، سنة 2009،وجدت إسرائيل فى بيرام ضالتها، فأوصت به كافة المنظمات الحقوقية الغربية،حيث نعم بالجوائز و التكريم و التشجيع المطلق، على استهداف وحدة موريتانيا و اسقرارها السياسي و الاجتماعي،دون أن ينال منها هو و لا صهاينته،و الحرب بيننا سجال،و الاعتراف بالكيان الصهيوني لن يعود لسابق عهده، و بيرام أصبح رمزا لركوب موجة التنوع العرقي و الشرائحي،و لن يجني سوى الذنوب و البوار و خيبة الأمل،و ليحقد ما يشاء و ليكذب ما يشاء،فحبل الكذب قصير.
و يمكن أن تلاحظوا عمق علاقاته مع الصهيونية،فكريا و سياسيا،من خلال امتناعه المطلق، عن دعم فلسطين و الأقصى، و لو بنصف كلمة!.
و الغرب عموما، ليس موضوعيا و لا أخلاقيا،و الصهيونية ربيبتهم، و يدعمون كل توجهاتها،و فى نفس هذا السياق، يأتى دعمهم لخطاب بيرام،لأنه مضر بتماسك نسيج مجتمع مسلم،له مكانته و منزلته الخاصة، فى غرب إفريقيا،بوجه خاص.
إن المجتمع الموريتاني،أخطر ما يستهدف منه،ثغرة هذا التعدد و التنوع العرقي و الشرائحي،حتى ربما قبل خطر الترويج للإلحاد و جميع أنماط التفسخ الأخلاقي،و من هنا جاء تركيز الحقوقيين الغربيين المتصيهنين على خطاب بيرام،و حرصهم المتكرر على تكريمه و تطويع كل منابرهم، للإشادة بتوجهاته،مهما كانت إفتراءً هشا هزيلا مكشوفا،مثل افترائه على وطنه،بأنه نموذج "لابرتايد" فى غرب إفريقيا.
لقد استطاع بيرام عبر خطابه الفتنة، أن يستحث كثيرين ضد بعضهم،فأضحى أكبر داعية للكراهية و التباغض،بحجة الاستعباد و المعاناة.
و رغم خطورة هذه الفتنة،إلا أن السواد الأعظم، لا يرضى لنفسه التباغض،بل يحرصون،لله الحمد،على المحبة و التعاون و التسامح.
[22/

أحد, 23/02/2020 - 20:06