برام... القصة كاملة!

من المؤكد أن من يتحدث إليهم الرئيس برام من النصارى ويستحسن إصغاءهم ويستحلي تصفيقهم ويستعظم جوائزهم... هم أدرى منه بالواقع الموريتاني الذي يتحدث عنه كيف شاء. إنهم لا شك - على الأقل - يستطيعون بسهولة أن يحيطوا علما بحقيقة ما يحدثهم عنه.
ولكن جعله هو نفسه يتكلم ويعرض الحقائق من بين الواقع والخيال, ويؤدون هم أمامه دور الغباء و"غٓبّ الأخبار"... هي الصنعة الاعلامية المبتغاة, للإساءة والضرر بحياة مواطني هذه البلاد وكيان دولتهم.
إنها بطريقة ما حلقة جديدة في نفس المسلسل الذي بدأ بوقاحة باللغة والهوية سنة 1966, وشُد عضده ب"بافلام" ثم ابنتها "إيرا" وأخواتها...
والواقع أن اللوم لا يقع على الرئيس برام, الذي هو ومنظمته ولقبه هذا من صنع وتأهيل نظام العشرية, بل اللوم واقع قبل ذلك وبعده على الأنظمة الانقلابية الموريتانية التي تساهلت وتمازجت مع ظلم وظلام العبودية وثنّت بالجرائم البشعة التي ارتكبها نظام ولد الطائع بحق المواطنين الموريتانيين الزنوج في الضفة وفي إينال وغيرها...
إنها جرائم مروعة ومظالم شنيعة, كان استنكار النخب السياسية الحاكمة والقريبة من الحكم لها دون المستوى الواعي, إن لم يكن فيه نوع من التواطؤ والقرار!
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة منذ سقوط ولد الطائع في الاعتراف الضمني بالذنب (لماذا لا يكون اعترافا صريحا رسميا نهائيا؟) ومحاولة جبر الضرر, فإن السلطات وإعلامها والمنتخبين... لم يحركوا ساكنا لنشر الحقائق ومواجهة الدعايات الكاذبة الخبيثة... 
ولقد كان التقصير المريع والفشل الذريع في هذا الجانب الجماهيري الاعلامي, تمهيدا وغطاء ووطاء للسيد بيرام, و"أصدقائه" الأجانب... 
فلا تلوموه ولوموا أنفسكم مرتين: 
مرة لوجود مظالم معروفة وحقوق مهضومة لا ترفضونها;
ومرة لعدم الاكتراث والتقصير في تنوير الرأي العام الوطني أولا, والرأي العام الخارجي ثانيا.

وأخيرا هناك أمر كبير وخطير غائب عن الاعتبار, وهو أن موريتانيا بخضوعها ورضاها لأحكام انقلابية ديكتاتورية رديئة ومفسدة... عرضت نفسها للتشويه والاستهداف وأصبحت معزولة, ان لم نقل منبوذة, في نظر العالم, يُصدّق عليها اي مفتر كذاب!!

خميس, 20/02/2020 - 15:13